سنتحد اليوم أخوتي عن الشيعة وهم ثاني أكبر مذهب عدداً وانتشاراً بعد اهل السنة حيث يمثلون حوالي 15% من مجموع المسلمين.
تابعوني أعزاءي لنستفيض في هذا المذهب.
يصنف الشيعة أحيانا بكاثوليك الإسلام، فإن قارنا مجازاً بين المذاهب الإسلامية والمسيحية سنجد أن المذهب الشيعي فيه نوع من التماثل بينه وبين الكاثوليك.
فكما ضحى الله بالمسيح لخلاص البشرية من الذنوب فهم يعتقدون كذلك أنه ضحى بعلي والحسين لغفران خطايا الأمة الإسلامية.
لطائفة الشيعة فرق كثيرة تفوق السنة بالتفرع والعدد فهناك الاثني عشرية والإسماعيلية والزيدية والنصيرية والشيخية وغيرهم الكثير، ولا نستطيع ألقاء الضوء عليهم جميعا، لكثرة تفرعاتهم لذلك سنستفيض في الطوائف الأكثر شهرة.
تشترك غالبية الفرق الشيعة بصفات مشتركة وهي المرجعية الدينية أي بوجود إمام ومرجع يمثل النبي في قداسته ليحكم الأمة بحسب الظروف المتغيرة والطارئة الحاصلة في البلاد ويتميزون أيضا بتقديس آل بيت محمد وذم صحابته.
–
الاثني عشرية
تمثل الاثني عشرية الفرقة الأعظم منهم فإن اطلق مصطلح شيعة مفرداً دون إضافات فيعنى بها هذه الفرقة غالباً، تسمى ايضا هذه الفرقة بالجعفرية أو الإمامية.
يعتقد الشيعة الاثني عشريون أنهم يمثلون الإسلام الحقيقي وبقية المسلمون هم نواصب كفرة كذلك يكفرون بقية الفرق بطائفتهم مثل النصيرية والإسماعيلية.
ويرون أن محمد أوصى لعلي بالخلافة من بعده ووجب إتباعه لوجود نص صريح باعتقادهم خلافا لأهل السنة الذين يرون الخلافة لأبي بكر ومن ثم عمر من بعده.
فهم يرون أن تفسير هذه الآية كما ذكرها الطبري بتأويله عندما سئل محمد عنهم فقال هم أنت وشيعتك يا علي!
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) البينة.
لكن أهل السنة يلقبونهم بالرافضة ويعتقدون أنهم نتاج خدعة يهودية من عبد الله بن سبأ لتفريق الأمة الإسلامية، لكن لا توجد أدلة واضحة من التراث الإسلامي وجود هذه الشخصية حقيقة إنما هو محض أسطورة.
كما ذُكر حديثٌ نصا من محمد كما يجتمع أهل السنة والشيعة بصحته بولاية علي بعد محمد وهو ما ورد في كتاب السقيفة لسليم بن قيس المتوفي عام 76هـ وحديث يروي اخر خطبة قام بها رسول الله قبل وفاته وجاء فيها ما نصه:
«قال علي عليه السلام: أنشدكم الله، أتعلمون أن رسول الله صلی الله عليه و اله قام خطيبا – ولم يخطب
بعدها – وقال: (يا أيها الناس، إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنه قد عهد إلي اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)؟
فقالوا: اللهم نعم، قد شهدنا ذلك كله من رسول الله صلی الله عليه و اله. فقال عليه السلام: حسبي الله. فقام الاثنا عشر من الجماعة البدريين فقالوا: نشهد أن رسول الله صلی الله عليه و اله حين خطب في اليوم الذي قبض فيه قام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال: يا رسول الله، أكل أهل بيتك؟
فقال: لا ولكن أوصيائي، أخي منهم ووزيري ووارثي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي وأحد عشر من ولده، هذا أولهم وخيرهم ثم ابناي هذان – وأشار بيده إلى الحسن والحسين – ثم وصي ابني يسمى باسم أخي علي وهو ابن الحسين، ثم وصي علي وهو ولده واسمه محمد، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم محمد بن الحسن مهدي الأمة. اسمه كاسمي وطينته كطينتي، يأمر بأمري وينهى بنهيي، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. يتلو بعضهم بعضا، واحدا بعد واحد حتى يردوا علي الحوض، شهداء الله في أرضه وحججه على خلقه. من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله.
فقام باقي السبعين البدريين ومثلهم من الآخرين فقالوا: ذكرتنا ما كنا نسينا، نشهد
أنا قد سمعنا ذلك من رسول الله صلی الله عليه و اله»
وكذلك يعتدون بحديث الغدير وهو حديث متواتر متفق عليه من أهل السنة والشيعة ونصه:
أما بعد ألا أَيّها الناس إنّي قد دعيت ويوشك أن اُجيب وقد حان مني خفوق من بين أظهركم وإنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فانّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.
ثم قال: إنّ الله مولاي وأنا ولي كلّ مؤمن ومؤمنة. وأخذ بيد علي بن أبي طالب وقال: ألستُ أولَى بالمؤمنينَ من أنفسِهِم وأزواجِي أمهاتُهُم فقلنَا: بلَى يا رسولَ اللهِ قال: فمَن كنتُ مولاه ُفعليٌّ مولاهُ اللهمَّ والِ من والاُه وعادِ مَن عادَاهُ.
يحتفل الجعفريين سنوياً بيوم الغدير وهو اليوم الذي أوصى فيه محمد الخلافة من بعده لعلي كما ذكرا بالحديث السابق.
بعد وفاة محمد اجتمع الكثير من صحابته تحت سقيفة بني ساعدة بيثرب لمبايعة أبا بكر بخلافة محمد بالحكم، وحدث بينهم خلاف وارتفعت أصواتهم واختلفوا في الخليفة فالأنصار أرادوا سعد ابن عبادة والمهاجرين القرشيين رجحوا أبا قحافة.
لكن نفر من الصحابة كأبي ذر الغفاري وعمار ابن ياسر والزبير ابن العوام اجتمعوا في بيت علي معترضين على خلافة ابي بكر.
منذ ذلك الوقت تفاقمت الأزمة واشتد الصراع بينهم وحصلت معركة الجمل المشهورة ثم تلتها معركة صفين في عام 37هـ بين علي ومعاوية التي قتل بها الكثير من أتباع محمد.
وهذا يثبت كذب القرآن حينما قال: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا) الفتح
لان ما نقله التاريخ لنا هو حروب ومذابح وقتل وإسالة للدماء وهذا بكل تأكيد لا يدل على أي نوع من الرحمة.
بعد مقتل علي استمر وامتد الصراع الى ابناءه الحسن ومن ثم الحسين وقُتل الأخير قتلة بشعة على يد يزيد بن معاوية وجزت رأسه.لا أعلم وأنا أكتب هذا المقال وأنا طرف محايد، كيف لأشخاص اتخذوا منهج محمد الذي ادعوا أنه الحق ورحمة للعالمين أن يقتلوا ويمثلوا بجثة حفيد نبيهم ؟
لم يستطع الاثني عشرية تأسيس دولة لهم إلا بعام 1500هـ على يد الشاه إسماعيل الصفوي وتأسست حينها الدولة الصفوية.
عندما احتل الشاه بلاد الفرس كان القوم يدينون بمذهب أهل السنة فخيرهم الشاه بين التشيع أو القتل، وقتل الكثير منهم!
كانت الدولة الصفوية بداية النشؤ الكيان الإيراني واصبح للشيعة الاثني عشرية دولة وقوة لم يحلموا بها يوما.
ننتقل الآن إلى عقائدهم فأصل الدين الأول لديهم هو توحيد الله وعبادته لكنهم ينفون صفات الله ويعتقدون انها ذاتية به، كالمعتزلة.
بالنسبة للقضاء والقدر فهم يعتقدون أن الله لا يجبر العباد أي لا قدر له بأفعالهم وكذلك بلا تفويض أي لم يفوض لهم أفعالهم بل هو أمر بين الأمرين!
ثالث أصول الدين لديهم هي النبوة فيرون أن الله لطيف بعباده لذلك أرسل لهم انبياءاً، ويعتقدون بعصمة الأنبياء من جميع المعاصي والذنوب.
رابع أصولهم هي الإمامة كما ذكرنا فيعتقدون أن الله يستمر بإرسال أئمة بعد انقطاع الأنبياء، فلا يعتبرون الشخص مسلماً الا لو آمن بذلك.
ويعتقدون أن هذه الإمامة لطف من الله، وتكون إما بنص من الله أو من محمد أو لسان الإمام الذي يسبقه ويؤمنون بعصمتهم من الذنوب والمعاصي وهم بمقام الأنبياء.
ويرون أن هؤلاء الأئمة يوحى اليهم من الله من دون البشر ويتلقون معلومات منه ويستطيعون بالإلهام والقوة المقدسة حل جميع مستجدات الأمة ومشاكلها.
وأن هؤلاء الأئمة يشفعون لهم عند الله وبإذنهم قد تدخل الجنة أو إلى عذاب السعير، فسلطتهم لا حدود لها.
لا أدري كيف يقرون بالتوحيد ؟
يعتقدون أن هؤلاء الائمة ذكروا نصا وهم:
علي ابن ابي طالب
ابناءه الحسن ومن ثم الحسين
علي زين العابدين
محمد الباقر
جعفر الصادق
موسى الكاظم الذي بالصورة
علي الرضا
محمد الجواد
علي الهادي
الحسن العسكري
وآخرهم محمد المهدي ويعتقدون أنه المهدي المنتظر المولود في عام 255هـ وتسلم الإمامة وعمره 5 سنوات!! ويعتقدون أنه غاب غيبة صغرى، بعام 260هـ لمدة 75 سنة وكان يتصل بشيعته بأربعة سفراء ومن ثم غاب غيبة كبرى بسرداب مزعوم بعام 329هـ وعمره بزعمهم 1178 سنة!
ويعتقد الاثني عشرية أن مهديهم هذا سيأتي في آخر الزمان وسيحكم العالم بعد معركة عسكرية طاحنة يخضع فيها جميع البشرية تحت طاعته.
كذلك يؤمنون بيوم يسمى المعاد وأنه الذي سيبعث الناس به بأجسادهم بعد الموت فيثيب المطيعين ويقتص من الفاجرين، وهو خامس أصول دينهم.
ويقرون بأن القرآن هو الوحي المنزل على محمد وهو معجزته الخالدة، ويتهمونهم أهل السنة بأنهم حرفوا القرآن إلى انهم ينفون ذلك بتصريحات كثيرة علنا.
لكن بالمقابل يدعي فئة منهم أن القرآن الحقيقي هو قرآن أوحته الملائكة لفاطمة وأن القرآن الذي بين أيدينا هو قرآن مزور وباطل.
كذلك يدعي خصومهم بأنهم يقرون بتحريف القرآن لروايات صحية منسوبة لبعض المعتبرين من أئمتهم كحسين النوري الطبرسي.
يُقسم الحديث لديهم لمعصوم وغير معصوم، والمعصوم هو الصحيح وليس شرطاً ان ينتهي سنده لمحمد إذا انتهى لأحد أئمتهم المذكورين المعتبرين.
وأشهر من جمع الأحاديث لديهم هو الكليني المتوفي عام 329هـ جمع الكثير من أحاديث أئمتهم بكتابه الكافي لكنهم في نفس الوقت لا يقرون بصحة كل ما جمع فيه!
لا يعتقدون بعدل الصحابة أو عصمتهم وهم يرون أن صحبة محمد وحدها غير كافية ليكون المرء عدلا، لذلك تجد فئة منهم يشتمون الصحابة ويلعنونهم.
كذلك يكرهون عائشة زوجة محمد ويسبونها ويتهمونها بالزنا والفاحشة، لا اعلم كيف لأشخاص يقدسوا شخصاً وينتهكون عرضه؟!
عندما يصل الشيعي سن التكليف يأخذ شرائع دينه من المراجع الشيعية أو من من يسمونهم آية الله فهم يرونهم أكفاء لإصدار الفتوى.
وإن أراد الرجل منهم أن يصبح مرجعا شيعيا وجب عليه الالتحاق بما يسمى الحوزة وهي مدرسة فقهية تقع بمدينة النجف وأخرى تقع بمدينة قم.
يرى أئمة الشيعة أن أي مسلم لا يؤمن بعقيدتهم هو ناصبي كافر إلا المستضعفين أي الذين يجهلون شرائعهم بتفاصيلها.
يؤمنون أيضا بما يسمى الرجعة وهي اعتقاد بأن الله يعيد امواتا إلى إلى الحياة الدنيا فهم يعتقدون برجوع محمد وعلي وبقية أئمتهم!
لهم اعتقاد بدينهم يسمى التقية وهو إخفاء اعتقادهم الحقيقي ويظهر خلاف ذلك امام بقية الفرق الإسلامية الأخرى، أي انه يصبح منافقاً أمام الناس؟!
يؤمنون بمعتقد يسمى الغيبة وهو أن بعض أئمتهم كالمهدي مثلا هو حي يرزق لكنه مختفي لبرهة زمنية وسيعود ليملأ الارض نورا بحد زعمهم.
يقرون بزواج المتعة وهو الزواج المؤقت لأجل معين ينتهي بالطلاق ولا ميراث فيه للزوجة وان محمد احله لكن حرمه عمر بن الخطاب بحد زعمهم.
وهم يرون أن في زواج المتعة اجراً عظيما وان الله يغفر جميع ذنوب المتمتع والمتمتعة.
في العاشر من شهر محرم من كل عام يقومون بطقوس غريبة منها ضرب أنفسهم أو جرح جلودهم بسيوف أو سكاكين ذكرى لإماهم الحسين.
وهذه الطقوس هي تخليداً لليوم الذي قتل فيه الحسين ومثلت جثته، فيتألمون بألمه ويذوقون مرارة العذاب مثله.
لا يستثنى أحد من هذه الطقوس البربرية حتى الأطفال الصغار الأبرياء من خرافاتهم وضلالاتهم، فهؤلاء الأطفال لا يعلمون ما يحصل لهم من طقوس وثنية وتعذيبيه، ويسمى هذا الضرب بضرب الحيدر.
ينتشر الاثني عشريون بكثافة في إيران والعراق وباكستان وأذربيجان ولبنان والمنطقة الشرقية بجزيرة العرب بالإضافة للبحرين ومناطق أخرى متفرقة.
–
الإسماعلية
ننتقل الآن للشيعة الإسماعيلية وهم الأكثر عددا بعد فرقة الاثني عشرية، وقد انشقوا عن الاثني عشرية في مفهوم الإمامة.
فبعد موت جعفر الصادق نقلوا امامتهم لابنه الأكبر إسماعيل المبارك وليس موسى الكاظم كالجعفرية لذلك سميت الفرقة باسمه.
يعتبر الإسماعيليون الجانب العرفاني أو الصوفي في الطائفة الشيعية، فيطلق عليهم أحياناً متصوفة الشيعة لعمق وتفاصيل عبادتهم، وينتشرون بأنحاء كثيرة منها نجران واليمن والهند وسوريا وأفغانستان وكذلك مصر.
حكم الإسماعيليون العالم الإسلامي بعام 909م حتى 1171م وبدأت بحكم محمد بن إسماعيل وسميت بالدولة الفاطمية.
اتخذوا من القاهرة بمصر عاصمة لهم وازدهرت ونمت في عصرهم وكانوا يضطهدون بقية الطوائف الإسلامية الأخرى، خاصة السنة القابعين بالحجاز لأنها كانت تحت نفوذهم.
تعرض الفاطميون إلى الحروب الصليبية، واستطاعوا مقاومتها بعد خسائر فادحة.
وكان جميع حكامهم ينحدرون من محمد بن إسماعيل حيث ينتقل الحكم لهم بالتوارث من الأب إلى الابن وهكذا، حتى سقطت دولتهم على يد صلاح الدين الأيوبي.
بعد موت الحاكم الفاطمي المستنصر بالله نشب خلاف بين ابنيه وهما نزار والأخر أحمد المستعلي بالله فانقسمت الاسماعلية إلى قسمين رئيسيين.
القسم الأول هم المستعليه نسبة الى المستعلي بالله الذين استأثروا بالحكم واستمرت الدولة الفاطمية تحت سلطتهم.
القسم الثاني هم الفرقة النزارية الذين سموا باسم نزار الفاطمي وقد هربوا إلى شواهق الجبال بالشام بعد أن فقدوا السلطة ثم أسسوا قلعة حصينة سميت بقلعة الموت واطلق عليهم الحشاشون.
يدرب الحشاشون سنويا مئات الجنود الذين يستخدمون طرقا مقننة في الاغتيال والهرب ونشر معتقداتهم الإسماعيلية النزارية بين أوساط المسلمين في ذلك العصر.
واستطاعوا اغتيال الكثير من قادة المسلمين بالدولة العباسية والفاطمية والسلاجقة وحتى الصلبيين حتى قضى نحبهم بيد المغول عند اجتياحهم دمشق.
انشقت حركة من الدولة الفاطمية تسمى بالقرامطة نسبة إلى مؤسسها حمدان بالقرمط بعام 899م واستوطنوا البحرين وساحل الخليج العربي.
استطاع القرامطة في أكثر من مرة بالهجوم على مكة بموسم الحج وقتلوا أكثر من 30 ألف حاج وسبوا نساءهم وذراريهم!
كذلك دمروا الكعبة تدميراً وساووها بنيانها بالأرض ثم حرقوها حرقاً وسرقوا كساءها والحجر الأسود المقدس لدى المسلمين لمدة 22 سنة!
لماذا لم يرسل الله لهم طيرا ابابيل؟ أهو فقط قوي على قريش ضعيف على القرامطة؟ أليست هي بيت إله السماوات والأرض؟
يعتبر الإسماعيليون ان القرآن كلام الله وأنه يحتوي على طبقات معرفية وإن له تفسيرين احدهما ظاهري والآخر باطني.
حيث يرون ان التفسير الباطني خاص فقط بأئمتهم وهم المخولون بفك شفراته السرية، ولهم تفسيرات خاصة بالأرقام بالقرآن لا يعرفها أحد.
ويعتقدون أن علم الباطن لأئمتهم وهم الأحرار وعلم الظاهر للعبيد وهم عامتهم ممن يؤمنون بهم ويطيعون مشايخهم أما بقية المسلمين والناس بنظرهم عبيد العبيد أي أشباه الحيوانات.
هناك مصطلح لديهم يسمى الداعي المطلق وهو الرجل الذي يمثل حلقة الوصل بين الائمة والعامة منهم في نقل العلم والأخبار.
يؤمن الإسماعيليون ان العقل شيء مقدس وهو الأساس في التشريع وان خالف النص القرآني فيرفض النص ليناسب العقل، ويرون أن امامهم له مطلق الصلاحيات في الفتوى والعلم لأنه باتصال الهامي مع الله مباشرة، كذلك تدر الضرائب لأئمتهم سنويا لذلك غالبية مشايخهم يعيشون في غناء فاحش.
يطلق على الإسماعيليين القاطنين بالهند باسم البهرة وهم اغنياء ويعملون بالتجارة وبيع شتى أنواع السلع ولهم نفوذ قوي في الحكومة.
–
الزيدية
ننتقل الآن لفرقة الشيعة الزيدية وهم أقل فرق الشيعة عدداً وانتشاراً وسموا بذلك لانتمائهم الى زيد بن علي زين العابدين ابن الحسن.
يتكثف وجودهم ويتمركزون باليمن خاصة الجزء الشمالي منه وهم أحد اطراف الصراع الدائر حالياً باليمن.
للشيعة الزيدية خمسة أئمة وهم:
علي بن ابي طالب وابنيه الحسن والحسين
ثم الحسن المثنى
وأخيرا زيد ابن علي
كان زيد ابن علي ثائراً على حكم الامويين لما رأى من ظلم وضلال بحكمهم، لكنه قتل أثناء ثورته ضدهم، لذلك الخروج على الحاكم الظالم هو صلب العقيدة الزيدية.
ولا يرون حرجاً أن يحكم أمة الإسلام إمامين او أكثر بنفس الوقت بشرط عدلهم لكنهم يفضلون ان يكون قرشياً من آل البيت.
ولا يعتبرون الامامة بالوراثة خلافا للاثني عشرية فهم يرونها بالبيعة، كما أنهم لا يؤمنون بعصمة الائمة من المعاصي فهم يخطئون ويصيبون كغريهم من البشر.
كذلك لا يقدحون بكبار الصحابة كأبا بكر وعمر لكنهم يرون أن الأحقية لعلي اكثر منهم بالخلافة، لكنهم يطعنون ببعض الصحابة كأبي هريرة مثلا.
لا يمارسون التقية كالجعفرية ولا يقرون بزواج المتعة ولا يقدسون القبور ولا يؤمنون بالرجعة ولا خلاف بالصلاة خلف السني عندهم.
من اشهر أدعياءهم هو محمد الشوكاني، وهم أكثر الفرق الشيعية قرابة للسنة من ناحية العقيدة.
لكن في نفس ينفون صفات الله من سمع وبصر وغيرها ويؤمنون بما يسمى بمنزلة بين المنزلتين وخلود مرتكب الكبيرة بالنار وينكرون الشفاعة كالمعتزلة.
–
الطائفة العلوية
ننتقل الآن إلى الطائفة العلوية وهم أكثر الفرق الشيعية غلوا وضلالة بعلي حتى ان الفرقة الاثني عشرية نفسها اعتبرتهم خارج ملة الإسلام.
فيعتقد العلوية او الاسم الآخر لهم وهو النصيرية أن الله تجسد بشكل علي كما تجسد قبل ذلك في المسيح، لذلك نجدهم يقدسون الصليب أيضا!
كتابهم المقدس يسمى المجموع وقد كتبه محمد ابن نصير النمري وهو من أصل فارسي وهو مؤسس هذه الطائفة بالدعوة لها، لذلك سموا بالنصيرية نسبة لابن نصير.
رغم أن عبد الرحمن ابن ملجم هو الذي قتل الههم الا أنهم يوقرونه لأنه بحد زعمهم هو الذي خلصه من الناسوت والحقه باللاهوت.
يؤمن النصيريون بأئمة الشيعة الستة الأولين فقط وهم علي والحسن والحسين وعلي زين العابدين ومحمد الباقر وأخيرا جعفر الصادق.
يذمون أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية ويزيد والحجاج ومالك وبنو حنيفة وابن حنبل واي شخص يعتقد ان عليا ليس بإله، وكذلك يعظمون محمداً ويعتبرونه الحجاب لعلي وأن سلمان الفارسي هو الباب له والمؤدي لألوهيته.
ويحتفلون بيوم الغدير وهو اليوم الذي روى فيه محمد الخلافة من بعده لعلي كما يحتفل به الشيعة الجعفرية كما ذكرنا مسبقا.
تأثرت عقائد النصيرية بالكثير من الفلسفات الفارسية والهندية القديمة وكذلك الإسلام.
يمارسون التقية أيضا كبعض الطوائف الشيعية الأخرى ليخفوا حقيقة معتقدتهم فقد يصلون بمساجد المسلمين من الفرق الأخرى، فهم يعتبرون انفسهم الجسد وبقية الطوائف لباس لهم.
يؤمنون بتناسخ الأرواح فإن مات شخص منهم يدخل روحه بجسد طفل رضيع لذلك لا نار ولا جنة باعتقادهم.
من اشهر دعاتهم عبد الله القصيبي الذي نشر دعوة ابن نصير لجبال السمّاق بالشام لهذا السبب ينتشر وجودهم بسوريا ولبنان، وكذلك ينتشرون بفلسطين وتركيا والأردن ويعتبر الساحل السوري ذو اغلبية علوية.
كان العلوين قديماً فقراء مُعدمين ومعظم أعمالهم كانت الزراعة أو العمل كخدم لدى الناس، لذلك كان الأفضل لهم الانخراط في القطاع العسكري، حيث أن العسكرية دائماً تؤوي الفقراء وذوي الدخل المحدود.
وحظي العليون بالسلطة والنفوذ بعد إطاحة الحكم بالجمهورية السورية بأحد قادة الضباط بالجيش السوري المنتمي للطائفة العلوية وهو حافظ الأسد.
خلفه ابنه بعد ذلك بشار الأسد فأصبحت عائلة الأسد في سدة الحكم لما يقارب 50 عاماً، لذلك أصبح العليون هم المسيطرين في جميع المؤسسات الحكومية للدولة السورية.
لهذا السبب زادت شوكتهم وقوي طغيانهم وانشهرت طائفتهم بالعالم فلم يتوقعوا يوما ان يصلوا لما وصلوا اليه الآن.
–
الموحدين الدروز
الطوائف المنشقة من المذهب الشيعي كثيرة جدا لهذا لن نسلط الضوء إلا لمن اشتهر وذاع صيتها.
سننتقل الآن لطائفة الدروز ويسمون انفسهم بالموحدين.
ينتمي الدروز لدين مستقل وتعاليم مختلفة تماماً لكن تم ربطها بالشيعة لتفرعها منهم وهذا ما سنشرحه الآن.
فهم يعتبرون أنفسهم ديناً ابراهيمياً توحيدياً مستقلاً ذات تعاليم باطنية وأن نبيهم الوحيد هو شعيب الذي أرسل لقوم مدين.
يؤمن الدروز بأن الله تجسد على الأرض بصورة إنسان كان أولهم ملك مصر أخناتون مرورا بأفلاطون وأخيرا الحاكم بأمر الله الفاطمي.
مربطهم مع الشيعة هو الحاكم بأمر الله الذي حكم الدولة الفاطمية صغير السن منذ 985م حتى 1021م وكانت له قصص كثيرة وعجيبة.
حيث كان الناس وحشمه يبجلونه ويقدسونه في البلاط الملكي وكان غريب الأطوار شاذ التفكير فقد قتل وعذب وسفك دماء الكثيرين من أهالي مصر لأسباب تافهة وغالباً مزاجية.
ومما حكي عنه أنه كان يدور في الأسواق على ظهر حمار وإن رأى غشاً في أي المتاجر يرسل عبداً زنجياً للتاجر ليغتصبه، وكانوا يعتقدون أن به إعتلال نفسي!
وقد منع صلاة التراويح 10 سنوات بشهر رمضان ثم أباحها بعد ذلك، وقرر المنع من عجن الخبز بالرجل والمنع من أكل الدلنيس والمنع من ذبح البقر التي لا عاقبة لها إلا في أيام الأضاحي وما سواها من الأيام، ولا يذبح منها إلا ما لا يصلح للحرث.
وأمر بأن يؤذن لصلاة الظهر في أول الساعة السابعة ويؤذن لصلاة العصر في أول الساعة التاسعة.
وأمر أيضاً بإصلاح المكاييل والموازين والنهي عن البخس فيهما، والمنع من بيع الفقاع وعمله ألبته لما يؤثر عن علي من كراهة شرب الفقاع.
وشرع ضرب في الطرقات بالأجراس، ونودي ألا يدخل الحمام أحد إلا بمئزر وألا تكشف امرأة وجهها في طريق ولا خلف جنازة ولا تتبرج.
تم تصفيته وقتله في ظروف غامضة بعام 1021م، لذلك ادعى الدروز أن إلههم انتقل إلى السماء.
بعد اختفاءه قام المدعو حمزة بن علي مؤسس الديانة الدرزية الذي ادعى الألوهية بشخصية الحاكم بأمر الله وألف كتابهم المقدس المسمى رسائل الحكمة وبدء بنشر دعوته بمصر وخارجها، لكن بسبب المقاومة التي تعرض لها بمصر انتقل إلى الشام وأسس الديانة.
ويصف قارئو رسائل الحكمة انه كتاب فلسفي به مزيج من فلسفة الاغريق والفراعنة والإسلام والهند.
ينتشرون في عدة أماكن عديدة أشهرها لبنان وسوريا وفلسطين والأردن ويعيشون في مجتمع متماسك بتعاليم مختلفة عن المسيحية والإسلام تماماً.
اطلق عليهم الدروز نسبة الى نشتكين الدرزي وهو احد الدعاة لهذه الطائفة والمسبب الرئيسي لنشرها في بلاد الشام.
احتار الباحثون كثيراً في حقيقة الدروز فهل أهم مذهب إسلامي أم ديانة مستقلة؟
إلا أن نشوؤها الحديث بالعصر الفاطمي وانشقاقهم من الإسماعيلية وادعاءهم ان رسائل الحكمة تفسر القرآن يجعلهم احد مذاهب الإسلام، لكن حقيقة جميع الطوائف الإسلامية الأخرى اعتبرتهم غير مسلمين.
لهم نجمة بخمسة ألوان يعتبرونها رمزاً لديانتهم وتسمى نجمة الحدود وكل لون فيها له رمز مقدس، فالأخضر مثلا يرمز لحمزة مؤسس الديانة.
للدروز كراهية شديدة ضد محمد ويعتبرونه لصاً سرق القرآن من سلمان الفارسي الذي يوقرونه ويعتبرونه الباب والحجاب لألوهية الحاكم بأمر الله.
كما يكرهون كل الأنبياء أيضاً ويشتمونهم وينعتونهم بالأبالسة كذلك يكرهون ابا بكر وعمر وعثمان وعلي.
يقسمون أنفسهم إلى طبقتين، طبقة العقال وهم المطلعين على الدين والعارفين بتعاليمه، وطبقة الجهال وهم عامة الدروز الذين لا دراية لهم بدينهم.
اما بقية البشر لديهم يعتبرونهم عبيداً اشباه الحيوانات ويستبيحون دماءهم ونساءهم عند القدرة أي في أي لحظة يكون لديهم القوة والسلطة!
تسمى معابدهم مجلس حمزة ويتجمع به عدد كبير من النساء والرجال ويرددون ترانيم صوفية خاصة به، ويعتبرون الكعبة وثناً يعبد!
يؤمنون أيضاً بتناسخ الأرواح كالعلوية ويسمونه التقمص وقد شرحناه مسبقاً
ويوم القيامة في نظرهم هو عودة إلههم المزعوم الحاكم بأمر لله الذي سيدمر الكعبة وسيسحق المسلمين كافة والمسيحيين كذلك ويحكمون العالم من دون البشر!
كذلك ينكرون وجود الملائكة والجن، ولا يسمحون لأحد بالخروج من دينهم أو الدخول فيه مطلاقاً، ولا يتزوجون أو يزوجون احدا من خارج طائفتهم ولا يعددون الزوجات.
ويمارسون التقية أيضاً تشبهاً بالشيعة، ونادراً ما يعطوا تفاصيلاً عن معتقداتهم ويحالون المراوغة عند السؤال عنها، وسن التكليف عندهم 40 سنة.
بذلك يظهر انهم دين مستقل منشق، ولا علاقة له بالإسلام مجملاً.
افتى ابن تيمية بقتلهم وإبادتهم عن بكرة أبيهم وسبي نساءهم وأنهم مشركون كفرة لذلك حصلت بينهم وبينه معارك طاحنة مريرة مات فيها آلاف الضحايا.
انتهينا اليوم أعزاءي القراء من طائفة الشيعة وخرافاتهم.
قريبا سنتحدث عن الخوارج بما فيهم الإباضية وبقية الفرق المنشقة الأخرى من الإسلام.
يشرفني متابعتكم…
النص على كونـهما سورتين :
حدثنا آدم ، حدثنا الليث ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول : ” يكشف ربنا عن ساقه ، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة ، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا ” الصحيحين
Atheist Physician 