سأتحدث الآن أعزاءي القراء بهذه الصفحة عن أسطورة سفينة نوح التي ذكرت في الأديان الإبراهيمية وحقيقة اقتباسها من الديانة البابلية يشرفني قراءتكم..
كما تعلمون أعزاءي أن الحضارة البابلية كانت تعتنق ديانة وثنية قامت في منطقة الرافدين بين نهري دجلة والفرات منذ أكثر من 5آلاف عام..
وكانت تشتهر بالفيضانات النهرية التي تتكرر في تلك الحقبة وظن البابليون أن المياه طمرت الأرض كلها، فكتبت هذه القصة في رحلة جلجامش من أحد الرواة في ذلك العصر القديم.
تروي القصة أن جلجامش قابل أثناء رحلته بحثا عن سر الخلود شخصا يدعى أوتنابشتم وقص له الأخير رحلته مع الطوفان العظيم الذي دبرته الألهة لإغراق البشر.
كان أحد الآلهة يسمى”إيا” في مجلس الآلهة العظيم وكانوا يتشاورن، فعلم مقصدهم في اغراق البشر،
فحذر إيا أوتنابشتم من ذلك وأمره أن يبني سفينة ويخبر أبناءه بغضب الآلهة المرتقب…
شرع أوتنابشتم ببناء السفينة وأقام هيكلها وجعلها بعدة طبقات، وجهزها بما تحتاج من مؤن…
جمع بعد ذلك أوتنابشتم جميع أهله وذويه وحيوانات البرية ووحوشها داخل السفينة وهو ينتظر غضب الآلهة القادم…
فأرسلت الآلهة بالزوابع مطراً مهلكاً من السماء ، وتطلع اوبانشتيم إلى الجو فإذا هو مخيف لا يمكنه النظر إليه..
وقد دخل إلى السفينة وأغلق بابها فأرسل الإله ” إد ” الرعد وانقلب النور ظلمة….!!!
استمرت السفينة بالابحار شهورا طويلة حتى هدأت العواصف، وانحسرت المياه ، واختفى الفيضان، ثم حطت السفينة على اليابس.
كم تلاحظون اتنقلت هذه الأسطورة البابلية ببعض تعديلاتها اليهودية وابتدعت قصة نوح بالتوراة ونسخت أكاذيبهم إلى قرآن محمد!!
اما بالنسبة للحقائق العلمية فقد اثبتت جميع المستحثات على وجهه الارض بعدم ظهور اي حادثة غرق عمت الارض جميعاً.
فيستطيع العلماء معرفة وجود بحرية مائية أو ماء في أي طبقة رسوبية أو صخور
فإن كانت كارثة عامة فيظهر حينها مستحثات بشكل يوضح وجود مياه شديدة وغرق.
بعد تقدم العلم أولَ البعض قصة نوح الأسطورية بأنها وقعت في منطقة معينة من الأرض وهي بلاد الرافدين وأن المياه لم تعم الأرض كلها.
لذلك اعتقد البعض في العصور الوسطى أن السفينة حطت على جبال آرارات وهي جبال تقع شمال كردستان وجنوب تركيا.
وكانت رؤى تاريخية..
في عام 1959م قام المغامر الأمريكي Ron Wyatt وزميله بحملة اكتشافية بمنطقة تسمى “دوروبينار” وزعم أنه وجد آثرا للسيفينة.
بعد ذلك بعام 1977م اعتمدت هيئة السياحة التركية الموقع بأنه أثر لسفينة نوح وجعلت من المنطقة مزارا سياحيا.
بعد هذا قام نخبة من الجولوجيون بدراسة الموقع واتضح انه مرتفع 200 ميلاً عن سطح البحر ولا أثر للمياه بأي حقبة جيولوجية.
واتضح للعلماء الجيولوجيون بأن المنطقة ناتجة من ظاهرة جغرافية طبيعية تسمى سينكلاين syncline ولا اثر لأي سفينة ابدا!!
في عام 2004م عرض رجل اعمال ثري اسمه Daniel McGivern بجائزة مقدارها 900 ألف دولار لأي فريق بحثي يعثر على موقع سفينة نوح.
نهضت الفرق العلمية بعدها للبحث عن أثر السفينة طمعاً للجائزة ولم يستطع أي شخص الحصول على أي منه او تقفي اثر مياه لأي حقبة قديمة!
وأخيرا ادعى باحث يمني بعام 2009م بأنه علم موقع السفينة وانها جاثمة تحت اكوام الرمال بصحراء اليمن، لكن تم رفض بحثه من جميع الأوساط العلمية.
قصة طوفان نوح هي قصة من نسج الخيال تناقلتها خرافات الأديان الإبراهيمية الثلاث من اساطير الديانة البابلية….
تمت…
شكرا لقرائتكم واعدكم بما هو جديد دائما
AtheistDoc@