آنساتي سيداتي سادتي..
سنتحدث في هذه الصفحة عن أهم أسرار الحياة، وما يميزنا عن غير الكائنات الحية من الجزء الثاني لسلسلة الموت والحياة.
تشرفني متابعتكم..
تعريف الحياة
الحياة هي مجموعة من الخواص لكيان فيزيائي تتميز بعمليات بيولوجية معقدة، وبتوقفها تنتهي الحياة ويحدث الموت، وبتعريف آخر من وكالة ناسا أن الحياة هي نظام كيميائي يستطيع الحفاظ على نفسه وقادر على التطور الدارويني!
https://www.sfu.ca/colloquium/PDC_Top/OoL/whatislife/Vikingmission.html
تثبت الحياة وجودها بأشكال متعددة على سطح الأرض وهو الذي آثار فضول العلماء لوضع منهج علمي لدراستها سمي بعلم الأحياء.
تتميز الحياة بما يسمى النظام الحيوي وأصغر وحدة من هذا النظام تسمى العضية أو الكائن الحي، وهي عبارة عن وحدات حيوية تسمى خلايا، حيث يمتلك الكائن الحي الواحد خلية واحدة على الأقل أو أكثر.
وعلى هذا اتفق جميع علماء الأحياء أن الحياة هي تنظيم بيولوجي من خلية واحدة أو أكثر وتكون مترابطة معا بصفات فريدة وهي؛
الاستتباب homeostasis وهو محافظتها على بيئتها الداخلية، بالإضافة لعملية الأيض metabolism وهو تصدير واستهلاك الطاقة.
ومن أهم خواصها كذلك هو التكيف في بيئتها والقدرة على التكاثر وحفظ النوع وتطويره.
بذلك هذا النظام الحيوي من الخلايا يحتاج إلى شيئين رئيسيين للاستمرار، الأول هو الطاقة، ثانيهما مصدر للتحكم وحفظ المعلومات.
كيفية انتاج الطاقة
سنستفيض أولا بمصدر الطاقة للخلية الحيوانية، حيث تتميز بوجود بيت للطاقة يسمى ميتوكونديا Mitochondria وترجمت بلفظ “المتقدرات”
الميتوكندريا هي عضية تسبح بداخل كل خلية غالبا وتتكون من غشائيين الأول خارجي outer membrane والآخر غشاء داخلي متعرج inner membrane مما يشكل ذلك تجويفين أساسيين بينهما، وهما التجويف الخارجي Intermembrane space والتجويف الداخلي Matrix أو “القالَب”
بداخل التجويف الداخلي Matrix تحدث عمليات انتاج الطاقة الكيميائية أما الخارجي فهو مليء بأيونات ذرات الهيدروجين “البروتون” H.
يتم انتاج الطاقة في اجسادنا من حرق الطعام، وأهم مورد للطاقة في اطعمتنا هو السكر لأنه سهل الهضم والحرق والامتصاص السريع للدم.
للسكر انواع كثيرة أهمها للانسان هو سكر الجلوكوز glucose وهو من السكاكر الأحادية بسيط التركيب وهو الوقود الأول لاجسادنا، كذلك توجد سكاكر أخرى كالفركتوز Fructose والسكروز Sucrose.
بعد ابتلاع الطعام وهضمه بالجهاز الهضمي يتحلل إلى مواد أولية منها الجلوكز الذي ينتج من هضم النشويات Carbohydrates ومن ثم تقوم الأمعاء الدقيقة بامتصاصه وبعدها يتدفق إلى الدم ليوزعه الأخير لجميع خلايا الجسم.
عند استحواذ الخلايا على الجلوكوز يتم حرقه بالميتوكندريا في 10 مراحل كيميائية تسمى التحلل السكري glycolysis
باختصار شديد بعد عملية التحلل السكري المقعدة يتفتت الجلوكوز إلى مركب بسيط يدعى Pyruvate ومركبات وضيعة أخرى وهي NADH و FADH2
تدخل هذه المركبات بالميتوكندريا وتتفاعل مع إنزيمات مدفونة بغشائها الداخلي مما يجعلها تفتح نافذة للبروتون H كما تشاهدون بالصورة.
فكما تشاهدون يفر البروتون H من التجويف الداخلي Matrix إلى للتجويف الخارجي Intermembrane space بالميتوكندريا ويصبح التجويف الخارجي مشبعا به، وهي عملية معقدة جدا وتحدث في أقل من الثانية وأي خلل فيها يحدث اضطرابا في مصدر الطاقة ، وذلك ما نشاهده في الكثير من الأمراض الوراثية التي تصيب الميتوكندريا كمرض الميتوكندريا العضلية Mitochondrial Myopathy
الخطوة الأخيرة هي تصنيع الطاقة ويتم ذلك بوجود مركب عضوي معقد على الغشاء الداخلي يدعى ATP synthase
يسمح هذا المركب المعقد مرور البروتونات H المحبوسة في التجويف الخارجي Intermembrane space كما أسلفنا وعودتها الى التجويف الداخلي Matrix .
عند مرور البروتونات H يبدأ ATP synthase بالدوران كالمروحة وتؤدي دورته إلى اندماج مركب ADP مع الفسفور P ليتكون المركب النهائي ATP وهو مركب الطاقة.
يعتبر ATP synthase آلة دوارة من أبهر التصاميم الجزيئية بأجسادنا الخلوية.
”بالتأكيد لم يخلقه إله محمد الذي يسب ويشتم الأعراب والمخالفين له”
–
سر الحياة والموت
نتقل الآن لأهم أسرار الحياة وهو الموجود بداخل أنوية الخلايا.
إنه ذلك الجزيء الأساسي الحلزوني المبهر ألا وهو الحمض النووي المسمى DNA
يحمل الـ DNA جميع المعلومات والأوامر عن صفاتنا وسماتنا وأشكالنا وحتى سلوكنا وطريقة تفكيرنا وأمراضنا المستقبلية ويعطي الأوامر التي تحتاجها خلايانا لتعمل وجميع صفاتنا الوراثية.
يتكون الـ DNA من الجينات Gene هي من يحمل معلوماتنا الوراثية على شكل أربعة احرف كيميائية واختصارها هو A, T, G, C
يرسل DNA ما يريده من معلومات إلى الخلية في عمليتين معقدتين وهما النسخ transcription والترجمة translation، والناتج النهائي لهذين العمليتين هو البروتين الذي يقوم بوظيفته حين اكتمال تصميمه فهو الدعامة الأساسية والوظيفية لجميع الكائنات الحية ويتكون من سلسلة أحماض أمينية Amino acid وقد تحدثنا عن ذلك بالتفصيل في علم الجينات وتجدوه بالمدونة.
بعدما استفضنا بالشرح عن ماهية الحياة، وجب علينا معرفة ما هو الموت وما تعرفيه في ضوء العلم والمعرفة الانسانية الحديثة.
للموت تعريفان أحدهما طبي ويدعى الموت الإكلينيكي وهو كما عرفه الأطباء عملية فسيولوجية تنتهي بتوقف الدماغ والقلب معا في آن واحد ، ويستمران في توقفهما ولا يعودان للعمل حتى بعد الإنعاش القلبي الرئوي، وذلك ما يحدده ويقيد الأطباء شروطه وعلامته.
التعريف الآخر للموت هو الموت البيولوجي وهو موت جميع خلايا الإنسان أو الكائن الحي بتوقف انتاج الطاقة بالخلايا وتحللها.
لكن الشيء المذهل أن DNA قد لا يتحلل بموت خلايا الإنسان وقد يستمر في بقاء معلوماته الوراثية سنينا وعقودا من الزمن!
وهذا ما قد يمكن العلماء من استخلاص DNA كاملا من جثة أي إنسان ميت وإعادة إحياءه في خلية بويضة ملقحة!
فباستطاعتنا إعادة إحياء الانسان المتوفي بجميع تفاصيل جسده ويكون بنفس صفات الميت وسلوكه وأمراضه وحتى بصمة أصابعه!
قام العلماء بعمليات الاستنساخ لمئات من مختلف الحيوانات ، وقاموا بنسخ طبق الأصل منها ، في أكثر من دولة في العالم، وكانت النتائج مبهرة حيث أن الحيوانات المنسوخة كانت طبق الأصل من المنسوخ منها في شكلها وسلوكها وأمراضها وحتى وظائفها الفيسيولوجية.
لكن جميع منظمات حقوق الإنسان في العالم اثبطت محاولة العلماء اجراء الاستنساخ على بني الإنسان ولذلك لم تحصل أي تجربة رسمية موثقة للاستنساخ البشري.
يبقى السؤال الأخير وهو إن كان الحياة مجرد تفاعلات كيميائية وفيزيائية ذات نظام مرتبط معقد فلم لم يستطع العلماء صنع الحياة ؟
الإجابة لن تكون صعبة لمن هو متطلع وباحث على آخر مستجدات العلم وبحوث العلماء، وهو أن فريقاً العلماء في مؤسسة كارج فينتر للأبحاث the J Craig Venter Institute بولاية ميريلاند في الولايات المتحدة الأمريكية استطاعوا خلق حياة من اللاحياة وهي عبارة عن باكتيريا حية تعيش وتتكاثر ولم تنشأ من أب أو أم بل أبويها هما برنامج صمم بالكمبيوتر عن طريق العلماء واختاروا جيناتها وجميع تصاميمها عن طريقه!!
صورة المخلوق بالأسفل:
ما زالت الثورة العلمية في بدايتها واستطعات تحقيق انتصرات مذهلة وتدمير خرافات تمسك بها الإنسان لقرون حمية لدين أباءه!
لا يوقف العلم ولا يعجزه شيء إلا بموت العلماء وتدمير مراكز الأبحاث بعد ان وصل الانسان لهذا الرقي وهذه الحضارة.
ولا تنسوا الاطلاع على الجزء الأول من سلسلة الموت والحياة لما فيها من نقد موضوعي لخرافة الروح.
شكرا لقراءتكم وأعدكم بما هو جديد دائما في مدونتي.
تمت…
AtheistDoc@